قراءة نقدية عن النسخة المتفردة والاستثنائية لنجاح باهر ولافت في انطلاق مهرجان الواسطي الرابع عشر بقلم / خليل جليل تصوير / علاء فرج تكاد تكون النسخة الرابعة عشرة من مهرجان الواسطي للفن التشكيلي السنوي الذي انطلقت الاثنين في العاصمة بغداد،وتحول فيه مركز وزارة الثقافة والاثار والسياحة الى مركز كبير لتجمع المثقفين والنقاد والفنانين، يكاد يكون هذه المرة، المهرجان الاكثر استثنائية عن باقي النسخ السابقة من المهرجان وهو يحقق انطلاقة نجاح باهرة ومبكرة منذ يومه الأول. وذلك اثر افتتاحه من قبل وزير الثقافة والسياحة والاثار الدكتور حسن ناظم وسط حضور لافت وكبير من المهتمين بالفن التشكيلي .وعندما يكون مهرجان الواسطي لهذا العام يحمل الصفة الاستثنائية والتميز اللافت، لا بد ان يعكس ذلك الاهتمام الكبير الذي ابداه السيد الوزير وحرصه الكبير لانجاح واخراج هذه التظاهرة والحدث الفني بابهى صور التنظيم والاعداد والتحضير لانطلاق المهرجان بإشراف الدكتور منتصر الحسناوي مدير مكتب وزير الثقافة ومتابعة الدكتور فاخر محمد مدر عام دائرة الفنون ومعه جهود مهمة ابداها عدد كبير من اعضاء اللجان التي شكلت لتنظيم هذه التظاهر الفنية الثقافية التي لفتت الانظار هذه المرة لاكثر من صعيد،فهناك عدد كبير من الفنانين المهمين على ساحة الفن التشكيلي العراقي كان حاضرا على صعيد المشاركة باعمال تنوعت بالمدارس والاتجاهات الفنية وتنويعاتها خصوصا في اعمال الرسم حيث شهد المهرجان اعمالاً فنية تنتمي الى نمطية اللوحات الكبيرة او ما تعرف باللوحات العملاقة التي تزينت بها قاعات العرض .ومما اضفى جوا من سحر الالوان والتجارب الابداعية المتفردة على اجواء افتتاح مهرجان الواسطي هو افتتاح قاعة مخصصة لعرض الاعمال المتحفية والموجودات الفنية من اعمال الرسم وبعضها خضع الى اعمال الترميم والصيانة وهي تنتمي الى حقبتي الاربعينيات والخمسينيات تعود لفنانين شكلوا حركة الريادة الفنية في العراق من بينهم جواد سليم وحافظ الدروبي واسماعيل الشيخلي وفائق حسن وكاظم حيدر وسعاد العطار واخرون من رعيل الريادة الفنية.وقدم الدكتور فاخر محمد مدير عام دائرة الفنون خلال افتتاح هذه القاعة والذي كان افتتاحها ايذانا بانطلاق فعاليات مهرجان الواسطي لهذا العام،قدم عرضا فنيا مهما لفترة تاريخية مهمة من حركة الفن التشكيلي في العراق كان نتاجها وابداعها تلك الاعمال التي تعود مجددا الى قاعات العرض وهي تتحدث وتذكر بحقبة ذهبية من تاريخ الفن التشكيلي ولاسماء فنية لامعة كان لها دور كبير في اغناء واثراء روح الفن التشكيلي العراقي. في قاعة اخرى تجلى في اروقتها سحر اللون والرؤية البصرية والذهنية الفنية المتقدة حيث عرضت فيها اعمال فنية في مجال الرسم، كلها عكست تجارب فنية ناضجة وذهنيات متقدة لفنانين قدموا فضاءات فنية جميلة وساحرة امتدت فيها سطوح تلك اللوحات وكانت محط اعجاب واشادة من قبل السيد وزير الثقافة والسياحة والاثار حيث قدم الدكتور فاخر محمد مدير عام دائرة فنون تصورا فنيا وانطباعات عن تلك التجارب والاسماء الفنية المهمة التي انتجت تلك الابداعات ،لا سيما انها تجارب ممتدة لا بد ان تكون استفادت وتاثرت كثيرا بالرؤية الفنية والبصرية التي شكلها واسس لها الرسام والخطاط والمصور العربي صاحب اول مدرسة تصويرية، يحيى بن محمود الواسطي.وكان للنحت العراقي حضور فني مهم في انطلاق مهرجان الواسطي حيث شارك عدد مهم من النحاتين العراقيين بعض اعمال تعكس وتجسد مدى المراحل الفنية التي بلغها النحت العراقي عبر اسماء مؤثرة وكذلك عبر تجارب نحتية اخرى واعدة ستشكل مؤكدا في المستقبل، امتدادا لمسيرة النحت في العراق. ومثلما حقق مهرجان الواسطي نجاحا مبكرا ولافتا منذ اليوم الاول لانطلاقه ،يتوقع ان يمتد هذا النجاح الى سلسلة من الحوارات والاراء حيث تشهد ايام المهرجات ندوات نقاشية فنية وثقافية تتحدث عن خارطة الفني التشكيلي العراقي ومدى تاثره بالمدرسة التصويرية للواسطي ومنهجيته الفنية الخالدة وابداعاته التصويرية ورسوماته الشهيرة.+3
